شفاء النفس


شفاء النفس.
الكاتب / د. يوسف مراد.

(العقل السليم في الجسم السليم في المجتمع السليم).
للأسف ما زلنا في مجتمعاتنا العربية حتى الان نقلل من قيمة دور الطب النفسي بشكل خاص او الاهتمام بالصحة النفسية للأشخاص بوجه عام ولكن اذا استطاع الانسان تكوين مجتمع سليم نفسيا فسيتولد انسان سليم نفسيا قادر على بناء ذاته ومجتمعه بشكل افضل حيث ان الانسان يجب ان يكون صحيح نفسيا قبل ان يكون صحيح عضويا وهذا بالفعل ما تتبعه الدول المتقدمة الان.

يدور الكتاب حول استخدام علم النفس والعلاج النفسي بطريقة صحيحة وتوضيح دوره الصحيح لمحاولة انتاج جيل سليم نفسيا حيث يشدد الكاتب على ضرورة تواجد وانتشار الأطباء والأخصائيين النفسيين لمساعدة الأشخاص بصفة عامة للحصول على حياة أفضل واسعد ويشرح الكاتب ما يفيد بان نمو خبرة الانسان لا تأتى فقط بتجاربه الحياتية ولكن بدراسة نفس الأشخاص المحيطين به حتى يسهل التعامل بينهم البعض.

في البداية يبدا الكاتب بتعريف بسيط لمفهوم علم النفس والتوضيح بان المرض النفسي طبقا لتعريف بعض العلماء هو سلوك شاذ اما ان يشير الى مشكلة بالشخصية او يهدف الى تخفيف توتر معين بالشخصية ، ثم ينتقل الكاتب لعمل مقارنة بسيطة يوضح من خلالها الفرق ما بين الامراض النفسية والامراض العقلية ثم شرح الفرق ما بين اعراض الامراض العضوية والامراض النفسية وإمكانية ان يؤدى المرض النفسي الى ظهور الاعراض العضوية بالجسم مع عدم وعى المريض ومعرفته بان مرضه هو مرض نفسى وليس مرض عضوي، ويتطرق الكاتب بعد ذلك لشرح مرض من اشهر الامراض النفسية وهو الهستيريا حيث يتطرق الكاتب الى استعراضه وشرح انواعه المختلفة وتوضيح هل العرض الهستيري كاذب ام لا ، حيث من الممكن ان تكون الهستيريا ناتجة من خلل عقلي او تكون مجرد اعراض هستيرية كاذبة لأجل التبرير لموقف بذاته كحدوث شلل مؤقت وعند انتهاء الموقف تختفى الاعراض مرة أخرى.

يعرض الكاتب أيضا بعض الأفكار البسيطة لمدارس علم النفس العلاجية المشهورة في العالم كمدرسة فرويد والتي كانت تبرر الامراض النفسية بانها تعبر عن غريزة لاإرادية حيث ان لكل مرض نفسي ماضي واصل جنسي لا شعوري، ثم ينتقل الكاتب لشرح المدرسة العلاجية المضادة لمدرسة فرويد وهي مدرسة ادلر والتي تهتم بان بداية علاج المريض تبدأ بعلاجه من ذاته وتطوير قيمته واخلاقه حيث ان انحراف الاخلاق هو المؤدى عادة الى الانحراف الجنسي وليس العكس كنظرية فرويد.

أيضا يتطرق الكاتب لبعض طرق العلاج النفسي القديمة كطريقة الفيلسوف ارسطو والتي كانت تتضمن اهتمام المريض بالفن ومحاولة علاج النفس بالفن وخاصة المسرح حيث ان الانسان بصفة عامة سيجد ما يشبه من شخصيات داخل المسرحيات المختلفة، وهناك أيضا من الطرق القديمة طريقة العلاج بالإيحاء حيث يحاول المعالج ان يؤثر تأثير مضاد على المريض ولكنه يحتاج الى مهارة من المعالج حيث ان العلاج بالإيحاء لا ينهى المرض النفسي بشكل كامل وبخضع في النهاية لقدرة المريض على تقبل الإيحاء ام لا. 

وفى نهاية الكتاب يعطى الكاتب وصفة بسيطة لمحاولة الحفاظ على صحة نفسية جيدة من خلال بعض الخطوات والطرق المختلفة كمحاولة الانسان الاهتمام بالصحة البدنية والمداومة على القراءة والاطلاع وتحفيز العقل والمشاركة دائما في الاعمال التطوعية والحرص على السعادة وتطوير الذات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العلاج المعرفي السلوكي أصبح بسيطًا: 10 استراتيجيات لإدارة القلق والاكتئاب والغضب والذعر والقلق

بعض تقنيات العلاج المعرفي السلوكي

كتيب العلاج السلوكي المعرفي vol1, vol 2